صارحيني هل تخليت يوما عن حبك
صباح الضامن
قال الشاعر
إذا وجدتُ أوار الحب في كبدي **** أقبلت نحو سقاء القوم أبتردُ
هبني بردت ببرد الماء ظاهره ***** فمن لنار على الأحشاء تتقدُ
أوار معناها لهيب
--------------------------------------------------------------------------------
تصوروا في الكبد والقلب لهيب لا ينطفيء حتى لو شربت برد الماء وادعيت ببرد في خارجك فما تنطفيء نار الحب من شربة بادرة إنما تحتاج لنفس مشعلها أن يطفئه فإن أحببتِ شخصا حبا لا حدود له طلبت حبه ومبادلته لك العواطف حتى تبرد النار وإن أحببت شيئا حبا لا حدود له فزعتِ إلى ذاك الشيء تغرفين منه بلا حدود عل النفس تشبع منه وعل القلب يرتوي لما يمارسه
وسيلزمك مع حب الشخوص والأشياء إطفاء وإطفاء قد يحدث الإطفاء ولكن كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل توقفت يوما لتسألي كيف ؟؟؟؟؟؟؟ ما هي الوسيلة التي ستطفئي بها ذاك الحب ؟؟؟؟ وهل توقفت يوما وسألت نفسك أذاك حب يجب أن يكون في قلبي ويشغل علي كياني وكل جوارحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم أني أسير بتخبط لا أعرف إلى أين يصل بي هذا الحب؟؟؟ وهل تساءلت يوما بينك وبين نفسك لم لا أرتوي ولم أطلب المزيد ؟؟ ما بالي كلما حظيت بقليل من حب او كثير ممن أحببت أو مما أحببت أطلب المزيد ثم المزيد ولا أرتوي بل أقلق وأسهر وأتألم ويصفر لوني وأترك الحياة النشيطة والزاد والصحب مالي وذاك الحب ملك كياني ؟؟؟؟ وهل حظيت بإجابة ؟؟
تعالي معي في مكاشفة للنفس
نقول لأنفسنا بصوت عال
لم نتعلق بالشخوص والأشياء
نبدأ في رحلة مع قصص قصيرة وحادثات لمن جرب الحب والهيام وذاق مر الهوى لحبيب أو لعادة أو لشيء من ماديات هذه الحياة قصص منك ومني لننتصر على حب دنيوي ونتعلق بما هو أسمى وصارحيني وصارحي نفسك هل تخلصت من هذا الحب وكبف وبم استبدلته كوني معي وألقوا في صفحاتي سمعكم وقلوبكم لنقود سفينة الهوى إلى من يستحق الحب
إضاءة
جاء رجل إلى الحسن البصري فقال له يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل قال جهادك هواك وقال ابن تيمية : جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم
-----
قصص من الواقع
تحكى إلي
أراها
تعرض لي
أعيشها
وهذه أولها
فتاة في السابعة عشر من عمرها كوردة ابتدأت حياتها من عائلة ملتزمة وأسرة متوسطة الحال تصلي وتصوم وتؤدي فرائضها التي أمر الله تلبس فتاتنا الغالية الحجاب الكامل بحمد الله وأتتني فجأة عالمي تطلب مني المعونة قالت لي دعيني اناديك امي اريد منك أن تعيني فتاة طرقت بابك لاتعرفينها ولا تعرفي اسمها من بلد آخر فقط اسمعيني وانصحيني وسمعتها فقالت تعرفت عليه من خلال زيارات لعائلته وأخواته رآني ورأيته فرمى لي بإيميله وتلفونه وطلب مني أن ألقاه على المسنجر في البداية ترددت ولكن لأني أعرف عائلته وأخواته تجرأت وصرت أحادثه قال لي انه يحبني .. وقال لي أنه لا يصلي ويريد أن يكون أفضل أسرني حنانه وكلامه اللطيف لم تتعد خلواتنا إلا تجاذب اطراف الحديث وبعض عبارات الحب البرئية أمي أنا خائفة أن تزيد هذه الأمور فأنا أتعلق به كل يوم وبالأمس قال لي إنه سيحاول اخذ تلفون أخوتي بالطبع لم يفكر بأمر طرح الزواج فهو من سني ولا زال تلميذا فلم يريد أن يفعل ذلك ؟؟؟؟؟ أمي أنا خائفة فماذا أفعل انصحيني وسأمتثل لما تقولين
أتعلمون
عجبت في البداية كيف تكون الفتاة بهذا الالتزام وتقع في شرك محادثة غير ذي محرم وعجبت من غياب الرقابة الفعالة الايجابية من الأهل و لكني لم أعجب أنها حزينة وتريد النصح وقلت لها :
يا أمي ليس هناك أي حل لمشكلتك إلا أن تقطعي علاقتك به فورا واتجهي إلى دروسك ودينك فسمعتك الآن في الميزان اترين أنك خفت لمجرد أنه قال لك سأخذ تلفون أخوتك خفت من أخوتك ولم تخافي من الله اقطعي كل صلة به وقولي له ذلك قالت لي أليس ذلك صعبا قلت لها ليس صعبا يا أمي ليس صعبا وكيف فتحت المسنجر بسهولة وحدثته بسهولة وتبسطت معه بحديث الحب بسهولة وذاك من عمل الشيطان فأقفلي المسنجر بسهولة وقاطعيه بسهولة وحادثي الله والجأي إليه بسهولة فذاك لرضى الرحمن أطرقت قائلة سأفعل وسأخبرك بالنتائج كم تمنيت أن تكوني معي قبل أن أفتح المسنجر وأحادثه
_______
تركت الشابة ما احبت ومن أحبت
تركت هوى النفس بشجاعة وأصرت لأنها طاهرة عفيفة فصارحتني فتغلبت على الحب بحب أقوى وأدوم حب الله وحب الطهر والنقاء إضاءة قال أبوبكر الوراق إذا غلب الهوى أظلم القلب وإذا أظلم ضاق الصدر وإذا ضاق الصدر ساء الخلق وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم ........
نعم تخليت
هكذا قالت لي
تخليت عن حب عشش في نفسي
بنى عشه فجأة واستغل غياب كل شيء في داخلي
وإليكم قصتها عسى الله أن ينفع
قالت :
مع انشغال زوجي ومشاكلنا الدائمة عرفت طريق الإنترنت , ومضيت في كنف أخوات يعرفن الله .كانت بداياتي معهن و أحسست بالأمان لما كن يقدمن لي من نصح فحياتي خاوية من ألف زوج أو رعاية منه أو حتى من راحة من مشاكله المتكررة , فقد كان دوما يفتعل المشاكل فبت أكره حياتي معه . وإن كان هناك بعض لحظات الصفاء التي ما تلبث أن تزول ليحل محلها النكد والهم وقد ابتلاني الله بعدم الإنجاب مما زاد في امر علاقتي معه توترا .
حتى أغرقت نفسي في عالم الانترنت أقرأ هنا وهناك .
وأكتب بعضا مما أقرؤه وأزيد عليه أنمي من ثقافتي.
تعرضت لكل ما تتعرض له الواحدة من علاقات انترنتية مضطربة من أخوات كن لي وكن علي أحيانا .أو أن نفسيتي المتعبة من مشاكل الزوج كانت تمنعني من ان أتسامح و لا أضخم الأمور .
فكثيرا ما كنت أتعب من جفوة من أخوات لي وكثيرا ما كنت أفسر ابتعادا لهن على كرههن لي وكل هذا لم يكن ليحدث لولا أن نفسيتي الهشة كانت تصور لي كثيرا من الصغائر على أنها مشكلة المشكلات .
وفي يوم وبينما أنا على المسنجر أقوم ببعض الأمور الفنية تعرفت من خلالها على شخص قام بحل مشكلات كثيرة في كمبيوتري .
وتطور اللقاء بأن يقدم لي خدماته الكثيرة ويحل لي كثيرا من مشكلات حتى استأنست بخدماته ووجوده .
فتطور إلى سؤال عن الصحة والظروف ,
وتشعب وتشعب حتى عرف عني كل شيء وعرفت عنه أشياء كثيرة .
دخل باب قلبي من شكواه عن زوجته والتقينا بالهم فصرنا نبث همومنا لبعضنا .
وبدأ القلب له يميل لما أحسست أني أدخل النت من أجله , لأحادثه , لآنس قربه وهنا دق ناقوس الخطر !!
هناك شيء في داخل كل واحد منا . زاوية غاية في النقاء والطهارة يغلفها غبش الحاجة والاستسلام لها .
لو أن أيدينا كانت قوية لما حل الغبش ولو أنا نعرف كيف نستمطر الخير على نفوسنا ونحصنها به لما وقعنا هذا الشيء في داخلنا هو الفطرة وحب الله .
بت كلما انتهيت من كلامي معه أبكي كثيرا خوفا من الله .
بقرارة نفسي علمت أني مخطئة
ومخطئة حد العمق
ومخطئة إلى النخاع
ومخطئة
فقد
كنت أخون زوجي بالغيب
حتى لو كان فقط
بالتفكيـــــــر
يتبع
الجزء الثاني