إلى من كان الصمت هو أساسه
إلى من كان الصمت ركن من أركان حياته
إلى من كان البوح بعيداً عن زوايا ذاته
إلى تلك الأحرف الساكنة سكون الموت ,, إلى تلك الكلمات المبتورة بلا معنى
إلى تلك النقاط التي تجعل الحرف أخرساً بلا مأوى
إلى أوقاتي الخرساء ,, إلى أمسي الذي لم يُبارح مخيلتي
إليك ,, إليكم ,, إليهم
وأنا وأنت من ضمنهم ولكن من بعيد نراقب الأماكن الساكنة الصامتة !!
من أين أبدا وكل البدايات قد أنتهى أولها ,, وكل النهايات تتهاوى في بداية أحرفها
ملل رهيب يسكن في نفسي
يتخلله رتابة في الأستقرار الذهني والنفسي والمعنوي
لا جديد يطرأ على اليوم الذي نعيش لحظاته
فيقبع الألم في داخلنا يرسخ أحلامه
ويبقى الحزن هو هو لم يُغير عنوانه
فراغ يلوح في الأفق يضمنا بين أحضانه ,, وغصة تشرح لنا معانيها بين جوانبها
ووحده قاتلة تسكن في أرواحنا ,, لتشعرنا بمرارة الألم والسهر الذي يكتوينا
وبين كل تلك المنغصات والألآم ما زلنا نبحث عن الإبتسامة التي أصبحت
شبح تُرهب قلوبنا ,, ونبحث عن دفأ في ليالي باردة نشعر خلالها بسكون
ونبحث عن نور خافت في ليل حالك مظلم يُنير دروبنا لتكملة المسير
المسير نحو الأمل ,, نحو البسمة ,, نحو الأماني ,, نحو الحياة !!
دائماً ما نُحاول في بناء عالمنا الخاص ,, الذي نشيده بقواعد ثابتة وبأسس راسخة
ولكن تخيل ,, مجرد تخيل فقط ,, لا تجعل للواقع أية أحلام
أن تجد نفسك منبوذاً في عالمك الذي تتحداه
وأن تكون خائفاً من حاضر لم تكن تتمناه
وماضياً مُتهماً فيه بأحاسيسك بلا دليل في هذه الحياه
ومستقبل غامض يُشتت حياتك بلا محاكمة عادلة //
حينها تتمنى أن تكتم مشاعرك نحو من تغلغلوا في القلوب حتى لا تجرح كبريائهم
وأن لا تكون همس الكلمات لها معاني واضحة المعالم ,, بقدر ما تكون صامتة
وتتمنى أن تكون الإبتسامة مرسومة على قلوبهم ,, وأنت في داخلك ألم بلا أمل
تخيل بأنك تهمس لهم ,, تناديهم لكي يسمعونك ,, ولكن لا يسمعون
وأن تُشاور لهم ,, وتصرخ بأعلى صوتك ,, ,, ولكن لا يُجيبون !!
تخيل ذلك الموقف الصامت الذي ستعيش لحظاته
والذي سيرسم الخوف والفزع على سائر حياتك وذاتك //
عندها ستشعر بأن من الصعب أن تعيش في عالم يسوده الصمت الذي هو عنوانه
وأن تُساير أُناساُ تُحاول في زرع أحلامهم على بقاياك ,, والمجهول هو أساسهم
وأن تحلم بتلك الحياة التي لم تعشها بعد ,, وأنت الآن تتمنى تلك الأمنية التي
تُبعدك عن واقعك ,, تتمنى الموت الذي هو خلاصك ونهايتك !!
كم هو مؤلم وقاسي عندما يمتزج الصمت مع الألم .