خبية
لكل خبية مقاسها ولونها وطعمها الخاص...أصعبها خبية الأنسان بنفسه
وأشدها خبيته بمن يحب وأقساها خبية الزمن وأعظمها خبية السقوط
وأمرها خبية الخسارة...كم مرة خيّبت الحياة ظن أحدنا بها كم مرة بدلت
الأمل يأساً ....وكم مرة جعلت اليأس أملا...الخبية هي الدرجة المكسورة في سلم النجاح
وهي المتر الناقص في الحبل الذي ننزله إلى البئر ,هي خطأ في التوقيت وهي استعجال
أو تأخير للحضور والغياب,هي الابتسامة دون سعادة ,وهي الحزن دون دمعة
الخبية حب بلا لهفة ,وشوق بلا انطفاء ...هي لوحة الفنان التي لم ترسم بعد
وقصيدة الشاعر التي لم تكتب بعد...هي غصة نسي صاحبها كأس الماء ...هي لكل الناس
وبكل المقاسات ...فلا تحزن إن أصبت بالخبية يوما ,لأن غياب الشمس خبية للضوء
لكنها احتمال لضوء جديد ...الفصول تخبو كي تتبدل الخبية ...الخبية لا تكسر لأنها تبشر
بأمل جديد ولا تمحو أثراً لأن أثرها يبقى في أرواحنا ...والروح لا تخبو حتى وإن شعرت
بالخبية ..فلا تخيب ظن الحياة فيك ,لأنها أعطتك أعز ما تملك ....وما تملك كفيل بأن يجعلك تشعر بأي خبية ..حتى لو خاب ظنك بنفسك وبالزمن ....وبمن تحب!!!