في الطريق:
كم كنت أود أن أمتطي صهوة العشب المترامي على طرفي الطريق وكم كنت أود أن أضم أزهار اللوز الفتية إلى قلبي في الطريق من دمشق إلى حلب..كنت أتلمس اول إطلالة للربيع وأرى أفق الغيم يهمس برذاذ مطر حنون...وحيداً كان الطريق يسعفني بمداه وكأنه يعرف أنني في الطريق ..دونك
*
لم أسمع - كما اعتدت- صوت اغنية إلى عاشق ضل طريق من أحب..كنت مشغولا عن صوت الأغنية بصوتك وكنت مشغولا عن صوتك بحلم السفر إلى الأخضر كم أحب الأخضر لأنه يشبه صوتك ..لم تتركيني وحيداً ..كنت كما الربيع كما الطريق كما الغيمة كما المطر ..حراساً على حلم دلني إليك يوما ً..ورحل..
*
لم ترحلي بعد فالمسافة تمتد على جانبي الطريق عشباً وأزهاراً كما لو أن قلبي قد أحبك للتو.. أو كما لو أن الربيع قد أطل من عينيك باكراً..
*
أنت ما زلت أنت...وأنت مازلت أنا ..لأجل هذا كان على العشب الأخضر أن ينمو بيننا.
*
بين دمشق وحلب...لم يكن ثمة طريق فكل رسائل العشب كانت تصلني طازجة.
*
اقتفي أثر خطاك في كل الفصول..كما لو أنني اقتفي أثر الحياة ذاتها.
أحمد تيناوي