بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
فحياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم وأسأل الله ان يوفقني واياكم لما يحب ويرضى
أيها الأخ الحبيب وأيتها الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نتكلم عن أمر هام جدا ونحتاجه جميعا غفل عنه بعض المسلمين ووفق بعضهم ونالوا الحظ الوفير والسعيد من حافظ عليه ليكون له تكفير للذنوب وتعالوا سويا نتأمل هذه الكلمات الأربع ومالها من الأجر العظيم ولنحرص عليها دائما ولاشك ان أفضل الذكر كلام الله عز وجل ولكن هناك كلمات أربع لهنَّ قدر رفيع وشأن عظيم ومكانة عالية في دين الله هنّ :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
وقد ورد في فضل هذه الكلمات الأربع نصوص كثيرة تدل دلالة قوية على عظم شأن وقدر هذه الكلمات وما يترتب على القيام بهنّ من أجور عظيمة وأفضال كريمة وخيرات متوالية في الدنيا والآخرة ولنستعرض بعض فضائل هذه الكلمات من خلال بعض الأحاديث الواردة في ذلك :
فمن فضائل هذه الكلمات أنهن أحب الكلام إلى الله فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر )) وفي رواية آخرى (( أربع هنّ من أطيب الكلام وهنّ من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر))
ومن فضائلهنّ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهنّ أحبُّ إليه مما طلعت الشمس (أي من الدنيا وما فيها ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبُّ إلي مما طلعت عليه الشمس)
ومن فضائلهن عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ُ إني قد كبرت وضعفت أو كما قالت فمُرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال : ((سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لكِ مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل واحمدي الله مائة تحميدة تعدل لكِ مائة فرس مُسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لكِ مائة بدنة مُقلّدة متقبّلة وهللي مائة تهليلة قال ابن خلف (الراوي) أحسبه قال تملأ مابين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحدٍ عملٌ إلا أن يأتي بمثل ما أتيتِ به حسنه الألباني.
ومن فضائل هذه الكلمات أنهنّ مكفرات للذنوب عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كُفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )) والمراد بالذنوب الصغيرة هنا الصغائر وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر لتُساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة وحسنه الألباني
ومن فضائل هذه الكلمات الأربع : أنهن غرس الجنة عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان غِراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ))
ومن فضائلهنّ أنّهنّ ينعطفن حول عرش الرحمن ولهنّ دويٌ كدوي النحل يذكرن بصاحبهن عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مما تذكرون من جلال التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهنّ دَوِيٌ كدوى النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به في هذه الحديث فائدة عظيمة أن هؤلاء الكلمات الأربع ينعطفن حول العرش أي يملن حلوه ولهن دوي كدوى النحل أي صوت يشبه صوت النحل يذكرن بقائلهن والفضائل فيها كثيرة وأجرها عظيم لا تعد ولا تحصر وهذه بعض الأحاديث التي وردت في ذكرها وهناك الكثير ولكن أحببت أن أنبه لبعضها لعظم شانها ومكانتها عند الله كيف لا وهي مكفرات للذنوب لهن دوي كدوي النحل وهن أحب الى النبي صلى الله عليه وسلم مما طلعت عليه الشمس تأمل أخي الحبيب وتأملي أختي الفاضلة في عظيم حقها ولنحرص عليها ولو قسنا الأوقات التي نقضيها وربما تكون في لهو أو أمر ما بالساعات الطوال فجعل لهذه الكلمات منها الحظ الوفير لمن أراد الفلاح والسعادة وسوف تكون لك خزائن يوم يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون أخي الحبيب أختي الفاضلة الله الله بهن الله الله بهن فجعل اللسان يلهج بها في سوقك وفي عملك وفي بيتك وفي سيارتك وفي خلوتك لا تغفل عنها حتى يعمر قلبك بالذكر وتكون من الذين يذكرون الله كثيرا أسال الله أن يوفقني وإياكم للحرص عليها وان يجعلني وإياكم من أهل الخير والصلاح وان يجعل السنتنا لله ذاكرة وقلوبنا بالإيمان عامرة وان يجعلني وإياكم من الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبيهم نفعني الله وإياكم بما كتبت وبارك الله فيكم فيما قرأتم فأسال الله الواحد الأحد أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ويأخذ بنواصينا للبر والتقوى والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم وأبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمدلله رب العالمين
